أنيس سلوم

الأستاذ أنيس سلوم

تاريخ الوفاة: 1931


نشأته وحياته

ولد أنيس بن ناصيف سلوم في مدينة حمص سنة 1862م، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها. وفي سنة 1869م انتقلت أسرته إلى مدينة حماة، وأخذ الصغير يتابع تلقف العلوم الابتدائية في بيته وعلى أبيه واعظ الكنيسة الإنجيلية. ولكن رغبته في متابعة تعليمه الثانوي، وظهور معالم النجابة فيه، دفعت أباه إلى إرساله إلى مدرسة (عُبَيَّة) في جبل لبنان سنة 1875م، وبدأ أنيس يتلقى فيها تعليمًا مدرسيًّا نظاميًّا استطاع معه أن يتقن علوم العربية ويلمَّ بمبادئ اللغة الإنكليزية، وتخرج سنة 1877م.

عاد أنيس سلوم إلى حماة معلّمًا في مدرسة ابتدائية كان أسَّسها والده، وكان إلى جانب التدريس يتابع تعلُّم الإنكليزية، استعدادًا للالتحاق بالكلية البروتستانتية السورية (الجامعة الأمريكية) في بيروت ليُتمَّ فيها دراسته، ولكن المنية داهمت أباه الواعظ الإنجيلي سنة 1879م، فحلَّ محلَّ أبيه في الوعظ، وصعد أنيس منبر الكنيسة يعظ أفراد الطائفة الإنجيلية وهو فتًى يافع، وظل يتابع الدراسة والتحصيل ويطَّلع على آداب اللغة العربية وتاريخها، ويجهد في حفظ سور من القرآن الكريم، حتى اشتهر بين الناس بالتضلع من علم اللغة، وبامتلاك ناصيتَي النظم والنثر والقدرة على الارتجال.

وفي سنة 1883م انتسب إلى مدرسةٍ في لبنان تُعلّم (اللاهوت) لزيادة حظّه من هذا العلم وتمهيدًا لاختياره راعيًا للكنيسة الإنجيلية في حماة، فلما عاد إليها، بعد سنة عُين راعيًا للكنيسة.

وفي سنة 1895م اضطر أنيس سلوم إلى مغادرة حماة تاركًا منصبه الديني لاجئًا إلى قرية في جبل لبنان، مبتعدًا عن مضايقة السلطات المحلية له. وفي هذه القرية تابع نشاطه في الحقلين الديني والأدبي. فلما كانت سنة 1897م دعته الطائفة الإنجيلية في دمشق إلى رعاية كنيستها، فانتقل إليها، ولم تمض عليه مدة حتى عرفته دمشق كلُّها خطيبًا جَهْوريَّ الصوت في المحافل السياسية والوطنية، ومتكلمًا يحسن الحديث في الندوات العلمية والأدبية، وواعظًا في الكنيسة.

وفي سنة 1909م انتخب أنيس سلوم نائبًا في المجلس العمومي لولاية سورية عن مدينة حماة، وتكرَّر انتخابه عدة مرات. وفي سنة 1916م نُفي أنيس سلوم مع المنفيين السياسيين إلى مدينة (توقات)، وظل منفيًّا إلى أن صدر عفو عام سنة 1918م، فعاد أنيس إلى دمشق راعيًا للكنيسة الإنجيلية، وخطيبًا ومحاضرًا في المحافل.

وفي سنة 1926م اعتلَّت صحته فخفَّ نشاطه ولازم بيته إلى أن وافاه الأجل يوم الثلاثاء في 30 جمادى الآخرة 1350هـ الموافق 10 كانون الأول 1931م، ودفن في دمشق.

الأستاذ أنيس سلوم المجمعي

عندما تألَّفت أول حكومة عربية في دمشق إثر جلاء الأتراك عنها سنة 1918م، كانت العناية بلغة الدواوين وتصحيح أساليب المراسلات الحكومية في طليعة المهام التي تطلعت الحكومة إلى القيام بها، وقد وجدت في الأستاذ أنيس سلوم خير من ينهض بهذه المهمة، فعهدت إليه بالإشراف على لغة الدواوين ومراقبة المراسلات الرسمية. فأخذ يجمع شباب الموظفين في غرفته بدار الحكومة، ويملي عليهم دروسًا في قواعد اللغة العربية وأصول الإنشاء ومبادئ البلاغة والبيان.

ثم اختير أنيس سلوم مع أربعة آخرين من العلماء لعضوية (الشعبة الأولى للترجمة والتأليف)، التي تحولت بتاريخ 12 شباط 1919م إلى (ديوان المعارف) نواة (المجمع العلمي العربي).

وقام الأستاذ أنيس سلوم مشاركًا زملاءه أعضاء المجمع العلمي المؤسّسين يعمل على تحقيق الأغراض التي أُنشئ المجمع من أجلها. وقد شغل نيابة رياسة المجمع في دورة 1923م، وأدار المجمع مدة غياب الأستاذ الرئيس كرد علي، وكان في مقدمة أعضاء المجمع حيوية ونشاطًا.

ألقى الأستاذ سلوم في ردهة المجمع خمس عشرة محاضرة؛ منها: (العلم-1921م)، و(العمل بالعلم-1921م)، و(الكتب والمطالعة-1922م)، و(من لا يكرم نفسه لا يكرم-1923م)، و(لكل امرئ من دهره ما تعودا-1923م)، و(تعزيز اللغة العربية-1923م)، و(الإرادة القوية-1923م)، و(الحياة السعيدة-1924م)، و(الحياة الاجتماعية-1924م)، و(الترتيب-1924م)، و(الشجاعة-1924م)، و(الاعتدال-1924م)، و(أسباب الفقر وعلاجه-1925م).

ونشر في مجلة المجمع 17 مقالًا في المدة (1922 - 1925م)، ضمَّن بعضها فوائد لغوية وعرَّف في سائرها بعشرة كتب.

وفي 4 حزيران 1925م قدم الأستاذ أنيس سلوم كتابًا إلى رئيس المجمع يستعفيه من وظيفته في المجمع.

من آثاره

ألَّف الأستاذ أنيس سلوم عدة كتب مختصرة (رسائل) في النحو والصرف والبيان والمنطق وعلم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد.

وجمع شاكر الدبس في كتابه (ذكرى أنيس سلوم) قصائد أنيس سلوم الشعرية ومقالاته النثرية وخلاصة أفكاره وما قيل في تأبينه.

مصادر ترجمته

  1. إضبارة أنيس سلوم المحفوظة في مجمع اللغة العربية بدمشق.

  2. أنيس سلوم، موقع أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية.

  3. أنيس سلوم، موقع معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين.

  4. الدرس اللغوي في النصف الأول في القرن العشرين، ميمونة عوني، دار غيداء للنشر والتوزيع، ط1، 2016م.

  5. ذكرى أنيس سلوم، شاكر الدبس، مطبعة ابن زيدون، دمشق 1934م.

  6. كلمة هاني رزق في حفلة استقباله يتحدث فيها عن سلفه أنيس سلوم، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، مج85، ج2، 2010م.

  7. المجمع العلمي العربي- مجمع اللغة العربية بدمشق في خمسين عامًا، عدنان الخطيب، مطبعة الترقي، 1969م.

  8. المجمعيون الأوائل في المجمع العلمي العربي بدمشق، مازن المبارك، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 2015م.

  9. معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي، بيروت، 1957م.

  10. موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين (ج2)، سليمان سليم البواب، مؤسسة المنارة، دمشق، ط1، 2000م.

  11. وجوه مضيئة في الأدب العربي الحديث، عيسى فتوح، دار كيوان للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 2003م.