aminswaid

الشيخ أمين سويد

تاريخ الوفاة: 1936

نشأته وحياته

ولد محمد أمين بن محمد الدمشقي الشهير بسويد، في دمشق سنة 1855م. تلقى علوم العربية والدين من علماء عصره: الشيخ عبد الغني الغُنيمي والشيخ بدر الدين الحسني والشيخ سليم العطّار والشيخ محمد الطيّب وغيرهم.

رحل إلى مصر وهو في ريعان شبابه، وتلقى العلم في الأزهر زهاء خمس سنوات، عاد بعدها إلى دمشق، وابتدأ يلقي دروسًا في الفقه وأصوله، فذاع صيته واشتهر، واعترف له العلماء بالتمكن من علوم الشريعة، وبالتفوق في أصول الفقه، فكلفته الحكومة العثمانية تدريسَ الفقه الحنفي في جامع درويش باشا بدمشق، ومنحته بعدها بعض الرتب العلمية العالية، وغدت غرفته في دار الحديث بدمشق محجَّ طلاب العلم.

قام برحلات عديدة إلى تركيا والهند وإيران وبخارى واليمن والمغرب للاطلاع على أحوال مختلف البلاد الإسلامية وللاستزادة من معارفه، وشارك في تأسيس (مدارس الفلاح) في الهند والحجاز.

وفي سنة 1915م اختير للتدريس في مدرسة (الكلية الصلاحية) في القدس لتخريج القضاة والمدرسين، فظل يدرّس فيها إلى أن أُغلقت باحتلال الإنكليز فلسطين، فقفل الشيخ راجعًا إلى دمشق.

وفي سنة 1921م عُهد إليه تدريس أصول الفقه في معهد الحقوق العربي بدمشق.

وفي سنة 1925م قصد الشيخ سويد لبنان فأقام بها بضعة أشهر، ثم ارتحل عنها إلى الأردن، ثم قصد فلسطين وأقام في مدينة الخليل، ثم كُلّف التدريس بدار المعلمين في القدس فانتقل إليها.

ثم كُلّف التدريس في مكة المكرمة فأقام فيها سنة دراسية واحدة (1928 - 1929م)، ثم غادرها إلى الهند للإشراف على (مدارس الفلاح) فيها وللتدريس في مدرسة بومباي.

وفي سنة 1933م عاد إلى دمشق ليستقر فيها، فعاد إلى التدريس والوعظ في مسجد زيد بن ثابت إلى أن اختاره الله إلى جواره يوم الأربعاء في 20 شعبان سنة 1355 هـ الموافق 4 تشرين الثاني 1936م.

الشيخ أمين سويد المجمعي

حين قامت الحكومة العربية بدمشق سنة 1918م استدعت الشيخ أمين سويد وكلَّفته مع أربعة آخرين رعايةَ شؤون اللغة العربية ونشْرَ الثقافة اللغوية بين موظفي الدولة ووضْعَ المصطلحات العربية للكلمات التركية المتداولة بينهم، وعيَّنته بتاريخ 28 تشرين الثاني 1918م عضوًا في (الشعبة الأولى للترجمة والتأليف) التي أصبحت (ديوان المعارف)، ثم حُوّلت لتصبح (المجمع العلمي العربي)، فكان الشيخ سويد من مؤسسيه الأوائل، وحضر الجلسة الأولى للمجمع بتاريخ 30 تموز 1919م.

شارك الشيخ سويد زملاءه المجمعيين في رسم النهج الذي اختطه المجمع لنفسه لتحقيق أغراضه في خدمة العربية والنهوض بها.

ولما غادر الشيخ أمين سويد دمشق سنة 1925م تخلى عن العمل المجمعي، وصار في عداد الأعضاء المراسلين للمجمع.

آثاره

لم يُعثر من آثار الشيخ أمين سويد على سوى مخطوطتين: الأولى (تسهيل الحصول على قواعد الأصول) وهي رسالة في علم أصول الفقه، طبعتها دار القلم بتحقيق الدكتور مصطفى الخن سنة 1991م، والأخرى بعنوان (علوم القرآن وأصوله) وهي رسالة في اختصار كتاب الإتقان للسيوطي.

ومن آثاره التي فقدت: (رسالة في تاريخ القدس) عكف على كتابتها عند إقامته في فلسطين، و(تلخيصات) صنعها عندما كُلّف التدريس في معهد الحقوق العربي.

مصادر ترجمته
  1. إضبارة الشيخ أمين سويد المحفوظة في مجمع اللغة العربية بدمشق.

  2. الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، 2002م.

  3. تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، محمد مطيع الحافظ ونزار أباظة، دار الفكر، دمشق، 1986م.

  4. الشيخ محمد أمين سويد الدمشقي، أبو بكر بن أحمد بن حسين بن محمد بن حسين الحبشي العلوي، الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير، المكتبة المكية، 1997م.

  5. الشيخ محمد أمين سويد، خير الله الشريف، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 2015م.

  6. المجمع العلمي العربي - مجمع اللغة العربية بدمشق في خمسين عامًا، عدنان الخطيب، مطبعة الترقي، 1969م.

  7. المجمعيون الأوائل في المجمع العلمي العربي بدمشق، مازن المبارك، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 2015م.

  8. مصادر الدراسة الأدبية، يوسف أسعد داغر، المكتبة الشرقية، بيروت، 1972م.

  9. معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي، بيروت، 1957م.

  10. منتخبات التواريخ لدمشق، محمد أديب تقي الدين الحصني، دار البيروني للطباعة والنشر، 2002م.

  11. موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين (ج2)، سليمان سليم البواب، مؤسسة المنارة، دمشق، ط1، 2000م.

  12. نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر، يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، ط1، 2006م.