حفلة تأبين الدكتور برهان العابد

في مساء يوم الخميس 20 تشرين الثاني 2014م أُقيمت حفلة تأبين لعضو المجمع المراسل الدكتور برهان العابد، بمناسبة مرورة أربعين يومًا على وفاته، وذلك في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنية.

وقائع الحفلة

  1. كلمة الدكتور محمد عامر المارديني.

  2. كلمة الأستاذ الدكتور مروان المحاسني.

  3. كلمة الدكتورة منى عباس.

  4. كلمة الدكتور يوسف أسعد.

  5. كلمة الدكتور صلاح الشيخة.

  6. كلمة الأطباء الدكتور سامي مراد.

  7. كلمة الدكتور إياد الشطي.

  8. كلمة الدكتور حيدر يازجي.

  9. كلمة آل الفقيد ألقتها ابنته الدكتورة ماريه العابد.

 

مقتطفات من كلمة الأستاذ الدكتور مروان المحاسني

"... الدكتور برهان العابد، مؤسِّس قسم التخدير في سورية، والأستاذ الكبير الذي أطلقَ مدرسةً علمية انتشر أبناؤها في بلادنا، حاملين علمهم الدقيق المشفوع بوجدان مسلكي لا يُبارى...

سبقني برهان العابد إلى كلية الطب في الجامعة السورية، رائدة تعليم الطب باللغة العربية، وتدرَّبنا في أقدم مستشفى في دمشق (مستشفى الغرباء)...

ثم أُوفد الدكتور العابد إلى الولايات المتحدة عام 1955م للتخصص في طرائق التخدير الحديث، وعاد بعد ثلاث سنوات مدرِّسًا في كلية الطب، وتدرَّج في المراتب التدريسية حتى وصل إلى الأستاذية عام 1971م. وفي عام 1976م أسَّس قسمًا خاصًّا بالتخدير والإنعاش تدرَّبَ فيه عدد كبير من الأطباء، ابتداء من (غرفة الإنعاش) حتى غرفة (العناية المركزة) - وكان الدكتور العابد لا يقبل تسمية هذه الغرفة (العناية المشددة)، لأن التركيز هو على المريض الفرد، أما التشديد فهو في تطبيق التعليمات العامة - وقد انتشر الذين تدرَّبوا في هذا القسم في جميع المشافي السورية، ومنهم انتقل إلى بلاد عربية أخرى...

لقد كان قسم التخدير قسمًا حقيقيًّا له سجلاته وإحصاءاته الخاصة، وفيه مكتبة عامرة يغذيها الدكتور العابد بأحدث المنشورات العلمية، بعد أن أصبح التخدير علمًا واسع التفرعات متطوِّر الأدوات...

ثم كان أن أصبح التخدير بالوخر بالإبر لدى الصينيين علمًا قادرًا على تخدير أجزاء كاملة من الجسم، بما يتيح الوصول إلى أعضاء البطن والصدر، ويبقى المريض محتفظًا بوعيه وقادرًا على إتمام الحديث مع جرَّاحه... فما كان من برهان العابد إلا أن يطلب العلم ولو في الصين، فالتحق بمجموعة طبية دولية يمثِّل فيها سورية، كانت قد دعتها الحكومة الصينية لإطلاع العالَـم على هذا الفتح الجديد. وغاب عنا الدكتور العابد بضعة شهور، وكان أن اجتذبته اللغة الصينية على الرغم من صعوبتها في أشكال حروفها وأصواتها، فدرَسها واستطاع أن يتقدَّم بالشكر للجامعة بلهجة صينية مفهومة نيابة عن زملائه... وعاد الدكتور العابد ليُدخل إلى مشفى المواساة مفهومًا جديدًا هو (عيادة معالجة الآلام على الطريقة الصينية)، وقد استفاد من هذه العيادة عدد غير قليل ممن يشتكون من آلام في المفاصل أو في العمود الفقري، أو من صداع معنَّد وخاصة من مرض الشقيقة...

وإلى جانب هذه النشاطات الطبية الفنية، كان الدكتور برهان العابد من المغرمين بدراسة التاريخ، وكاد أن يصبح متخصصًا بتاريخ حروب الفرنجة في بلادنا، وخاصة في تلك الحقبة التي لمع فيها صلاح الدين وازدهرت فيها البيمارستانات التي أنشأها نور الدين زنكي في بلاد الشام... فلا عجب بعدئذ أن يكلَّف الدكتور العابد تدريسَ تاريخ الطب في كلية الطب خلفًا للدكتور شوكة الشطي...

وألَّف الدكتور العابد كتابًا مختصرًا عن تاريخ الطب خصَّ فيه ما يجب على طلاب الطب أن يعرفوه عن تطور الطب خلال القرون، مؤكدًا أهمية المساهمة العربية الإسلامية في العديد من الدقائق العلمية، وترجم عددًا من كتب الإسعاف وطب الكوارث وكتب التخدير خدمةً لطلاب الكلية...

ثم أقول: ليس مجمع اللغة العربية حكرًا على أساطين اللغة من نحويين وصرفيين وأسلوبيين وشعراء وأدباء، بل هو منذ تأسيسه يسعى إلى ضم كبار العلماء العاملين في العلوم الحديثة الوافدة على سورية، وهم الذين سهَّلوا نقل العلوم إلى العربية فصقلوا المصطلحات وألَّفوا الكتب التدريسية...

وهكذا فقد نظر مجمع اللغة العربية في النشاطات العلمية للدكتور برهان العابد، وبخاصة إضافته لعلم حديث يدرَّس باللغة العربية بفضل مصطلحات شارك في وضع مقابلات عربية لها، فانتُخب عضوًا مراسلًا في مجمع اللغة العربية سنة 2007، وصار يشارك في مؤتمرات المجمع وفي ندواته ونشاطاته...".